تقرير : محمد شعيب
الفاشر:منصة الناطق الرسمي/ محمد شعيب
دشن والي ولاية شمال دارفور، المكلف، الأمين العام لحكومة الولاية، الحافظ بخيت محمد، صباح أمس “السبت” بمراكز إيواء النازحين التي شملت مدرستي الاتحاد الثانوية، وتمباسي الإبتدائية، بالفاشر، السلة الغذائية المقدمة من الحكومة الاتحادية.
🔸الخدمات الأساسية
وجدَّد بخيت خلال حديثه بهذه المناسبة، تأكيده على اهتمام حكومة الولاية بالخدمات الأساسية للمواطنين، من المياه، والصحة، وتوصيل المساعدات الإنسانية للنازحين بالمخيمات.
وأضاف بأن حكومة الولاية تسلَّمت “24,000” جوال دقيق، زنة “25” كيلو، بجانب 3,600 صندوق يحتوي على مواد غذائية متكاملة يتم توزيعها على “91” مركز الإيواء بالفاشر، وستة مخيمات النازحين، فضلاً عن عشر محليات. وأكد، الوالي المكلف، للجان الإشرافية لمراكز الإيواء، بحضور، مفوض العون الإنساني الدكتور، عباس يوسف، والمدير التنفيذي لمحلية الفاشر، إسماعيل عمر حسين، وعدد من القيادات بحكومة الولاية .
أن هذه الحصة المستلَّمة من الإغاثة غير كافٍ لتغطية الأعداد التي وصفها بالكبيرة التي تستضيفها المراكز. ووجه مفوضية العون الإنساني بالتحرك نحو المركز لمتابعة واستلام حصص الولاية من مواد الإغاثة والإيواء، بجانب توجيه المفوضية وأجهزة حكومة الولاية بإحكام التنسيق المشترك مع المنظمات الإنسانية لتكامل الأدوار في تنفيذ أولويات الحكومة في هذه المرحلة خصوصا في مشروعات المياه، والصحة.
🔸اندياح السلام والعودة للديار
وكشف عن وعد مضروب من قبل حكومة إقليم دارفور لدعم حكومة الولاية بالمساعدات الإنسانية، كما جدد بخيت دعوته للمنظمات الأممية والعالمية إلى العودة للولاية لاستئناف أنشطتها الإنسانية في ظل الاستقرار النسبي الذي تشهده الولاية بحسب تعبيره. كما توقع انسياب المزيد من الدعم الإنساني من الحكومة المركزية لمعالجة النقص في الغذاء للأسر التي لم تحظَ باستلام هذه الحصة، وعبَّر بخيت- قبل تجواله التفقدية داخل المركز، للتعرف على بيئة المركز والتحدث مع بعص النازحين- عن أمنياته بأن ينداح السلام والأمن بالبلاد حتى تتمكن الأسر للعودة إلى ديارهم، وبعث برسالة شكر للحكومة الاتحادية، والمنظمات الإنسانية، والأحياء المجاورة لهذه المراكز لدعمهم ووقفتهم مع النازحين.
🔸فجوة غذائية كبيرة
في أكتوبر من العام الماضي، دشنت مفوضية العون الإنساني بشمال دارفور “40,000” جوال من دقيق القمح زنة “25” كيلو من الوثبة الأولى شملت محليات الولاية البالغة عددها “18” محلية، ومخيمات النزوح، ودور الإيواء، هذا الحديث، أكده مفوض العون الإنساني بالولاية، الدكتور عباس يوسف أدم، خلال تصريحه للأجهزة الإعلامية. وأكد أن حصة يناير من المساعدات الإنسانية يستمر توزيعها على “91” مركز بالفاشر إلى جانب عشر محليات بالولاية، فضلا عن المخيمات القديمة للنزوح. وأكد أدم بوجود فجوة غذائية كبيرة مما يدعو إلى تضافر الجهود من الحكومة والمنظمات العاملة في العون الإنساني لتوفير الاحتياجات الضرورية من الغذاء، والدواء، ودعم مشروع المياه والإصحاح البيئي بالولاية للاضطلاع بدوره المنوط به بالمراكز.
🔸كم عدد النازحين بالمركز وكيف يعيشون؟
منذ النزوح الأول في منتصف يونيو من العام الماضي، واصل المركز استضافة أعداداً مقدرة من النازحين الفارين من نيران الحرب بالمناطق الشمالية، والشرقية لمدينة الفاشر مما ضاعف من حجم المشكلات التي ظل يعانيها النازحون، بحسب، تصريحات الأستاذة، سمية حمد أحمد أدم، مسؤولة مركز الإيواء بمدرسة الاتحاد الثانوية بنات بالفاشر، وكشفت أن المركز يأوي “377” أسرة، أي بما يفوق عن “2000” نازح. وأشارت في هذا الصدد بأن النازحين الأوائل الذين نزحوا في شهر يونيو الماضي كانوا بما يعادل “95” أسرة، إلا أن النزوح الذي انتظم في شهري سبتمبر وأكتوبر من العام الماضي فاقم من الوضع الإنساني لجهة أن “40” أسرة لم تجد سكناً سوى العراء، هذا بحسب قولها: يتطلب من حكومة الولاية، والمنظمات التدخل في توفير الخيام، أواللجوء إلى بناء “كرانك”، وتقديم البطانيات، والملابس الشتوية للأطفال، والناموسيات، والسجادات، وجركانات المياه، فضلاً عن أجهزة الإضاءة. وشكت مسؤولة المركز من قلة الماء بالمركز مما يستوجب ضرورة صيانة المضخات المتعطلة، وترميم الحوض، وتوفير قِرب المياه للأماكن النائية عن الحوض، بجانب توفير الأكواب. وطالبت بأهمية انتظام تقديم مواد الغذاء بصورة متكاملة، وقالت: إن بعض الأسر لا تملك قوت يومها، والأخر تتشارك في الوجبة الواحدة يومياً، وطالبت بتخصيص الدعم المادي لهذه الأسر التي تضم كبار السن، والأرامل، وذوي الاحتياجات الخاصة، بجانب توفير الأدوية خاصة للأمراض المزمنة، وإنشاء المرافق الصحية، وتخصيص ناقلة للأوساخ، بجانب توفير أدوات النظافة، كما حثت على اقتناص الفرصة لتعليم الأطفال داخل المركز الذين يصل عددهم “356” طفل، ودعم النشاط التعليمي بتوفير الأدوات المدرسية وتحفيز الكوادر التعليمية، بجانب الاهتمام بالمناشط الثقافية والرياضية.
🔸تنوير عن مجهود اللجنة
مختار إسماعيل حامد، مشرف مراكز الإيواء: بمدارس تمباسي، وابن سيناء الإبتدائيتين، والجنوبية الثانوية النموذجية للبنات، بدوره قدمَّ تنويراً عن جهود اللجنة التي ضمت إدارات المدارس، والمجالس التربوية، والمبادرات الشبابية، في ترتيب المراكز وافتتاحها للنازحين، ودعمها خصوصاً من الأحياء المجاورة “بقدح الميارم” وهي اللوحة التي قال: استوحت منها اللجنة عملية المطبخ الجماعي بالتناوب من المدارس الثلاثة، إلا أن المطبخ الجماعي خمدت نارها قبل شهرين لتوقف الدعم، وعبَّر في هذا الصدد عن أمله أن تتقد نار المطبخ الجماعي من جديد بعد توفير الدعم المطلوب. وأعلن بأن المراكز الثلاثة تستضيف أكثر من أربع آلاف أسرة، لدرجة اتخاذ العديد من الأسر الملايات والأقمشة مأوًى لهم مع تصاعد موجة البرودة. ويؤكد حامد بأن هذه المراكز تعاني من مشكلات عدة متمثلة في : الإصحاح البيئي، وقلة المراحيض، والحمامات.
ويمثل تدشين مواد الإغاثة من قبل حكومة ولاية شمال دارفور، محاولة لتخفيف حدة المعاناة التي يواجهها النازحون في أعقاب التقرير المنشور من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة “WFP”، في الثالث عشر من ديسمبر للعام الماضي، يطالب فيه بضرورة وصول المساعدات الإنسانية للنازحين داخل السودان دون عوائق، وحذر من الأزمة الحادة التي قد تهدد حياة الملايين الذين هم بحاجة ماسة لوصول المساعدات. وذكرت وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية بولاية شمال دارفور في تقرير لها أن إجمالي النازحين بمراكز الإيواء وحدها بولاية شمال دارفور يصل إلى 62,220 نازح.