الخرطوم : منصة الناطق الرسمي
وجه مدير عام السياحة الاتحادية عثمان الامام محمد الامام كلمة الى الشعب السوداني بمناسبة يوم السياحة العالمي
٢٧ سبتمبر ٢٠٢٣م
وفيما يلي تورد المنصة نص الكلمة :
الاخوة والاخوات الاكارم في قطاع السياحة خاصة وفي المركز والولايات.
الافاضل علماء السياحة وخبرائها ببلادنا.
الاعزاء المهتمين بالسياحة .
ابناء وطني الميامين داخل السودان وخارجه.
في مثل هذا اليوم من كل عام كانت بلادنا كسائر بلدان العالم تحتفل بيوم السياحة العالمي وكانت اخر محطات احتفالنا في العام السابق في المدينة الخضراء قضارف الخير والبركة.
وبينما تضئ اليوم كل عواصم العالم الشموع احتفالا بهذا اليوم المهم، بكل اسي تضئ سماء مقرن النيلين نيران المدافع وتخفي سحب الدخان المتصاعد نجومها المتلألئة . وانين الثكلي يعلو في كل مكان لفقد عزيز كان . ولم يكن النيل الازرق كعادته مندفعا ومتحمسا لمعانقة النيل الابيض رفيق دربه للشمال بل كان فاترا وحسيرا وسيره خجولا وشحب لونه الي الاحمرار بعد ان سالت عليه دماء الجرحي.
و ما كان النيل الابيض ليس افضل حالا فقد ابيضت عيناه من الحزن لانقطاع المريدين والمحبين للسياحة في شاطئيه ورماله التبرية ومياه العذبة الصافية و لاول مرة في تاريخه لم تحط الطيور القادمة من جنوب افريقيا المتجهة الي اسيا رحالها بغابة السنط ؤمعلي ضفافه المضيافة. فأستحال عليها ان تضع عصي الترحال لتستمتع بأقامة مطمئنة لحين عبورها اجواء الخرطوم .
الاخوة والاخوات الاكارم
ان في حلقنا غصة لما الت اليه عاصمة الضفاف الستة وفي قلبنا حزن ولكنها ارادة الله ولا راد لقدره..
ولكن باذن الله قريبا بلادنا في كل ربوعها ستعود افضل وعاصمتنا اروع مما كانت ولنا في قصص شعوبا مثال فاليابان دمرت والمانيا احترقت. وعادتا اكثر نهضة وتقدما وتميزا.
السيدات والسادة الافاضل
فأني علي يقين ان لاهل السودان من الارداة والامل والتوكل علي الله ما يجعل المستحيل واقعا ٠والمدمر معمرا و باذن الله ستصفوا الايام بعد كدرتها وتعود عاصمة بلادنا اكثر نضارة وحلاوة.
السادة والسيدات الاماجد
اختارت منظمة السياحة العالمية شعار هذا العام
“Tourism and Green Investments ”
( السياحة والاستثمار الاخضر)
كما اختارت منظمة السياحة العالمية مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية مقرا رسميا للاحتفال هذا العام.
وقد وجهت المملكة الدعوة ل١٢٠ دولة من ضمنها السودان لحضور هذه الفعالية الكبري .واعدت برنامجا فاعلا يتسق مع شعار هذا العام ومع طموحات المملكة بان تكون وجهة سياحية جاذبة للسياحة في الشرق الاوسط.
وتهدف منظمة السياحة العالمية من شعاراتها التي ترفعها عام بعد عام ان تعزز الوعي بالاهمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية للسياحة .
و شعار هذا العام يركز علي السياحة الخضراء والاستثمار فيها.
ومصطلح السياحة الخضراء هو حديث نسبيا فقد فقد ظهر في ثمانينات القرن العشرين معبرا ومرحبا بالانشطة السياحية الصديقة للبيئة بحيث تكون السياحة بمسئولية تحافظ عليها وتنأي بها من الاثار السالبة .
وامتد مصطلح السياحة الخضراء ليشمل ما يسمي بالمنشئات السياحية الخضراء الصديقة للبيئة التي تستخدم في بنائها المواد التي لا تؤثر سالبا علي البيئة. وتستخدم طاقات متجددة غير ضارة بالبيئة. وتتبع نظم تحافظ علي البيئة في التخلص من النفايات ومعالجة الصرف الصحي. ويشمل ذلك استخدام وسائل نقل غير ملوثة للبيئة.
والسياحة الخضراء نطاقها واسع يمكن ان تشمل ألمنتجات الزراعية والصناعية الخالية من من الاضافات الكيميائية من اسمدة وهرمونات ومواد حافظة وخلافها.
في هذا العام المنظمة العالمية للسياحة تدعو الحكومات والمؤسسات ورجال ونساء الاعمال للاستثمار في مجال السياحة الخضراء سواء كان ذلك في المنشئات الخدمية السياحية الصديقة للبيئة من منتجعات وفنادق وقري سياحية ومتنزهات أو بزيادة الرقعة الخضراء للتقليل من مخاطر التلوث . كما تدعوا للاستثمار في للانسان ليكون اكثر وعيا باهمية السياحة و الحفاظ علي البيئة .
كيف نطبق هذا الشعار في السودان ونحن نعيش هذه الظروف الماثلة؛
من اكثر القطاعات تأثرا بهذه الحرب اللعينة قطاع السياحة خاصة في ولاية الخرطوم وبعض ولايات كردفان ودارفور ولم تنحصر الاضرار في انقطاع توافد السياح اليها بل اصاب التدمير بعض منشئاتها السياحية والوجهات والمزارات السياحية . فضلا عن انهيار وتلف كم هائل من البنيات التحتية. واصابت تشوهات كثيرة العمران. انها ازمة تحتاج لجهود متعاظمة لادارتها لنعيد العافية لقطاع السياحة بل نحقق قفزات نوعية للنهوض به واري بعد ان تضع الحرب اوزارها وتسكت اصوات المدافع نسلك الخطوات التالية.:-
أ/ اقامة ورشة نوعية من مختصين وخبراء ومهتمين بالسياحة لتصميم خارطة طريق تحقق الاتي=
١/ اجراء مسح للاحاطة بحجم الاضرار التي اصابت المنشئات السياحية.
٢/بحث السبل الكفيلة باعادة الاعمار
٣/اعادة الثقة لدي المستشمرين والمشغلين للمنشئات السياحية.
٤/اعادة النظر في الجسم الرسمي للسياحة علي مستوي المركز والولايات .
٥/ وضع خطة ترويجية داخلية وخارجية لمحو اثار الحرب.
٦/ استنفار جهود محلية واقليمية وعالمية لاعادة الاعمار( التركيز علي الدول الصديقة و المنظمات والمؤسسات ذات الصلة.
٧/ انشاء صندوق اومحفظة لتمويل الاعمار.
٨/ اي اراء ومقترحات منكم نستقبلها منكم تعزز ما ذهبت اليه.
واختم خطابي برسالة في بريد السادة روساء مجالس ومدراء السياحة بالولايات.
لقد استقبلت ولاياتكم الاف القادمين من الخرطوم ومنهم من يجهلون امكانات ولاياتكم السياحية الهائلة فأنتهزوا فرصة وجودهم بينكم ثقفوهم بقيم مجتمعاتكم السمحة عرفوهم باثاركم خففوا بعدهم عن ديارهم بزيارات للطبيعة الجميلة المدهشة رغم الظروف المادية لحكومات ومحليات ولاياتكم اقيموا الانشطة السياحية من معارض ومهرجانات ثقافية ورياضية وفنية.
وبينكم رجال اعمال واصحاب مال حفزوهم للاستثمار السياحي الاخضر فولاياتكم موطن البيئة الخضراء الساحرة المدهشة.
كما ادعوكم لتسخير وسائل ووسائط الاعلام المتاحة لتعرفوا بامكانات ولاياتكم وتعزيز الوعي باهمية السياحة . وان تجعلوا من السياحة وسيلة للتواصل والمحبة والاعتزاز بالوطن .
نسال الله ان نحتفل العام القادم في خرطوم مقرن النيلين والضفاف الستة وبلادنا عمها السلام والوئام واصبحت قبلة للسياح من كل ارجاء المعمورة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته