غرب كردفان.. بعد إنقطاع «الاتصالات» معاناة حقيقية وأزمة في السيولة النقدية

sp1
5 Min Read

تقرير كتبه: صديق البصيلي

الفولة: منصة الناطق الرسمي/ صديق البصيلي

حياة مُبعثرة ومعاناة حقيقية يعيشها المواطن البسيط بولاية غرب كردفان الذي تراكميت عليه سلسلة من الأزمات الضاغطة التي سببتها الحرب الدائرة بالعاصمة الخرطوم والتي تمددت إفرزاتها القاتلة إلى أبعد مدى وصلت إلى تدهور الوضع المعيشي للمواطن الغلبان الذي فقد أدنى مقومات الحياة العامة والتي تمكنه من البقاء الوجودي والاستقرار المُريح الذي يحقق له العيش الكريم في ظل الظروف التعيسة والأزمات المتلاحقة من غلاء المعيشة و الإرتفاع الجنوني للأسعار بجانب موجة النزوح التي ضربت عدداً من المناطق وتأخر صرف رواتب العاملين لأكثر من ست أشهر مُتتالية فضلاً عن تذبذب شبكات الاتصالات التي ضاعفت المعاناة مؤخراً وأحدثت أزمة حادة في السيولة النقدية وشكَّلت عبئاً ثقيلاً على الاستقرار النفسي والمعيشي في الوقت الذي يعتمد فيه عدداً من شرائح المجتمع عليها نظراً لأهميتها الاجتماعية والخدمية والاقتصادية.

تعطيل في الاقتصاد

لم تُعد ولاية غرب كردفان الأكثر تأثيراً من مآلات الحرب بصورة عامة مقارنةً برصيفاتها لكنها الأكثر تعطيلاً من الناحية الاقتصادية في الفترة الحالية مع إنها الأوفر حظاً في إنتاج النفط والذي يضُخ الآلاف من البراميل بصورة يومية حتى في زمن الحرب الآنية بجانب ذلك ثرواتٍ مهولة من المواد الاقتصادية المُدِرة للنقدية ورغم ذلك لكنها يعاني قاطنيها أشد أنواع المعاناة هذه الأيام نتيجةً لعدم استقرار أهم الخدمات «الاتصالات» في بعض المُدن والأرياف والتي تمثل ضرورة حتمية وطوارئ مُلِّحة لا تحتمل الإنقطاع نسبةً لإرتباطها الوثيق بتقديم الخدمات الأخرى والمطالب الضرورية والمعاملات الخدمية التي تساهم في استقرار الحياة العامة ودعم أنشطة سُبل كسب العيش للكثير من المجتمعات المحلية.

تذبذب في الاتصالات

حيث شهدت مناطق مختلفة من بينها مدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان هذه الأيام تردٍ غير مسبوق لشبكات الاتصالات «زين، سوداني» وفقد سُكان المدينة التواصل الكامل مع الآخرين نتيجةً لتوقف شركة زين لأكثر من شهرين دون اتصال وإنترنت بينما خرجت سوداني عن الخدمة لأكثر من أسبوعين على التوالي بعد استقرارها نسبياً في بعض مُدن وولايات السودان. وشكا مواطنو محلية (الفولة) وعدد من سكان المحليات من تذبذب خدمات الاتصالات بعد إرجاعها في بعض المناطق بولايات السودان المختلفة. فيما شكا سُكان محلية لقاوة لـ(الأحداث نيوز) من إنقطاع مستمر لشبكة سوداني منذ بداية إندلاع الحرب ولا سيما زين التي خرجت عن الخدمة بصورة كُلية لأكثر من شهرين لأسباب غير معلومة وعادة خلال الثلاثة أسابيع الماضية لأيام معدودات وخرجت مرة أُخرى دون سابق إنذار وعاشت مدينة (لقاوة) المظلومة عُزلة تامة عن العالم مما أثار غضب المواطنين، وطالبوا الأطراف المُتصارعة بايقاف تصعيد الحرب وأيضاً الجهات المعنية بقطاع الاتصالات النظر في معالجة المشكلة. وفي الحال، استنكر أصحاب مراكز خدمات الهاتف الجوال والصرافات المالية ووكالات بيع وشراء الرصيد ومراكز التحاويل المالية ومُستخدمي التطبيقات البنكية بالأسواق هذه القطوعات المُتكررة مشيرين في الوقت ذاته إلى توقف أعمالهم التجارية التي تُعد مصدراً أساسياً لجلب الرزق والتي ترتبط إرتباطاً كاملاً بخدمات الإنترنت المفقود.

موجة غلاء طاحنة

وفي السياق، شهدت محلية أبوزبد بولاية غرب موجة غلاء طاحنة في أسعار السلع الضرورية خلال الأسبوعين الماضيين – وقت إنقطاع شبكات الاتصالات – حيث سجل سعر جوال البصل رقماً قياسياً لم يتخطاه منذ إندلاع الحرب وصل إلى (180.000) جنيهاً بدلاً من (130) جنيهاً، فيما أرتفع سعر جوال السكر ما بين (105.000) إلى (110.000) جنيهاً بدلاً من (80) ألف جنيهاً وصعد سعر جوال الأرز زنة عشرين كيلو إلى(40.000) جنيه وأرتفع سعر جوال الدقيق زنة خمسة وعشرين كيلو إلى 42.000 جنيه وعزا التجار الزيادة المفاجئة إلى أحداث ولاية الجزيرة الأخيرة بالإضافة إلى إنقطاع شبكات الاتصالات التي تعمل على تسهيل عملية التحاويل المالية وشكا مواطنو مدينة أبوزبد من شُح السيولة النقدية بسبب توقف تطبيق (بنكك) الأكثر استخداماً في عملية التحاويل المالية نسبةً لإنقطاع الإنترنت.

خسائر فادحة

فيما عبَّر تُجار وموردي السلع الإستهلاكية والإسترتيجية من سوق النعام الحدودي مع دولة جنوب السودان «شمال أبيي» خلال حديثهم لـ(الأحداث نيوز) عن سخطهم البالغ إزاء القطوعات المزعجة لشبكات الاتصالات خاصةً (الإنترنت) لافتين إلى إنهم يواجهون تحدياتٍ كبيرة في كيفية التصرف مع التعاملات المالية لعمليتي بيع و شراء البضائع عن طريق الدفع الكأش الذي يعتبر خطراً يُهدِّد تحركاتهم في ظل الظروف الشائكة التي تمر بها البلاد، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة التي تقابلهم نظير تغيير العُملة المحلية بالجنيه الجنوب سوداني حال شراء السلع والتي تعرضهم لخسائر كبيرة إذا أستمر الحال و ناشد المواطنين والتجار الجهات المختصة ببرج الاتصالات ووزارة الاتصالات والتحول الرقمي والجهات ذات الصلة بضرورة إعادة واستقرار خدمات الاتصالات والإنترنت بمناطق الولاية المختلفة.

شارك هذه المادة