أقلام حرة بقلم : زمزم خاطر
يا أهل مودتي وعشيرتي ورفقاء دربي ومحنتي ومهنتي ، أناديكم اليوم وأنا أستشعر ذلك الخطر ، خطر إنغماس بعض من بني جلدتنا في أتون هذه الحرب الدائرة في بلادنا بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع ، وإنحيازهم لطرفي الصراع والتنادي بضرورة الحسم العسكري وعدم الإستجابة لأي صوت ينادي بوضع حد لهذه المحرقة ، بل خصص البعض منهم صوته وصفحته للدعم ونفخ البوخ ، وتحريض طرف ضد التاني متناسيين قصدا أو سهوا واجب الصحفي ومسؤولياته الوطنية والمجتمعية بحسب ميثاق الشرف وأخلاقيات المهنة.
الصحافة أمانة فلا تخونوها بنفخ كير الحرب والدعوة إلى إشعالها.
الصحافة وعي ومسؤولية .
الصحافة رسالة وتبصير .
الصحافة محبة وسلام ووئام وبناء وتعمير ونهضة .
الصحافة ليست للبيع والشراء .
الصحافة مسؤولية إجتماعية ورسالة وطنية.
دعوها عفيفة شفيفة نظيفة ،لا تلوثوها وتخونوها وتخونوا هذا الوطن وشعبه.
أنت صحفي/ة إذن أنت عين وأذن ولسان المجتمع والشعب ، والشعب الأن يقول لا للحرب
لا للقتل
لا للقصف العشوائي للأسواق والمنازل وإزهاق الأرواح وتدمير الأرزاق والمكتسبات.
الشعب يقول لا للنزوح والتشريد والتهجير القسري والمؤسف.
الحرائر يقلن لا للإغتصاب والإستعباد الجسدي وتجارة الرق.
الشعب يقول لا للإعتقال التعسفي والحبس غير القانوني للمواطن وإستخدامه كدرع بشري
ويقول لا لتصفية رموز المجتمع والإستهداف العنصري على أساس اللون والقبيلة .
نادوا بإيقاف الحرب وأبحثوا عن أسبابها مع تقديم حلول ومقترحات تفضي بنا إلى بر الأمان لنؤسس دولة محترمة متماسكة وقوية ومتحدة شعبا وحكومة.
الشعب يقول لا لتدمير المؤسسات وضياع الحقوق
ويقول لا للإفقار و تدمير الإقتصاد بإستهداف المصانع والمشاريع الزراعية والصناعية والثروة الحيوانية
بإختصار الشعب يقول لا لضياع الوطن وبيعه في سوق النخاسة..
من أول طلقة قلناها وبصوت عالٍ لا للحرب ونظل نردده حتى يقضي الله أمرا كان مفعولاً.
عندما قلنا لا للحرب كان ليس دعما لجهة ضد أخرى أو حيادا كما يفهمه البعض بل كان رغبة في الحفاظ على أمن وسلامة هذا الوطن وشعبه وهذا حق أصيل من حقوقنا ، حقنا في الحياة والعيش بإطمئنان وأمن وسلام وصحة وتعليم وتطور ورفاهية.
الوطن للجميع وليس لأحد أو جهة حق في تقرير مصيره وحده.
نحن من هذا الشعب وله ،صوته صوتنا ورأيه رأينا نأتمر بأمره وننهى بنهيه .
فاللذين خانوا الشعب وشرف المهنة بدعوى الوقوف مع الوطن وهم يصبون المزيد من البنزين على النيران لتشتعل وتقضي على الأخضر واليابس عليهم بمراجعة مواقفهم وتذكر ميثاق الشرف الصحفي الذي ينص على الموضوعية والحيادية والإستقلالية ، والإمتناع عن التحريض على إرتكاب جرائم القتل أو النهب أو الحرق ، المخلة بأمن الدولة أو المضرة بالمصلحة العامة.
حماية حرية الصحافة وإستقلاليتها مسؤولية فردية وتضامنية ، وفي سبيل ذلك على كل صحفي /ة واجبات مهنية وأخلاقية تتمثل في : نبذ وإدانة وكشف أي ممارسات من شأنها الإساءة إلى مهنة الصحافة أو إستغلالها في منافع شخصية .
كما أن الصحافة الحرة هي المرآة الحقيقية للمجتمع ، وإنطلاقا من مبدأ المسؤولية فإن الصحفيات / ين ، والمؤسسات الإعلامية مطالبون بالإلتزام بواجباتهم في نشر الوعي والتثقيف المجتمعي وحماية حقوق المجتمع بجميع أفراده ومكوناته والتصدي لأي مظاهر سلبية أو ممارسات دخيلة تخالف العادات والتقاليد التي في البلاد.
الصحافة في كثير من بلدان العالم كان لها القدح المعلى في تغيير بعض السلوكيات والسياسات والأنظمة التي كانت ضد رغبة الشعب بتشكيل الرأي العام والضغط على الحكومات للإنصياع .
وفي البلدان التي شهدت حروبا كادت أن تمحوها من خارطة الدول أيضا كان للإعلام والصحافة دور في إيقافها وإفشاء السلام والتسامح والعفو والنهوض بها حتى إستطاعت أن تلحق برصيفاتها من الدول المتقدمة والمتحضرة ولكم في رواندا عبرة لو كنتم تعقلون.
سؤال بريء : السادة والسيدات الإعلاميون والإعلاميات والصحفيون والصحفيات السودانيون والسودانيات ولا أنسى نفسي ماذا قدمنا لهذا الوطن وشعبه؟
أجدد شكري وتقديري لكل زملائي /تي الإعلاميين/ والصحفيين/ بشمال دارفور الذين إنحازوا لخيار السلام ونادوا بضرورة وقف نزيف الدماء وإسكات البندقية ولم يطلقوا كلمة واحدة لدعم طرفي الصراع وتأجيج الحرب وإستمراريته ، وإنما إنحازوا لمسؤوليتهم الأخلاقية والمجتمعية التي تمليها عليهم المهنة ،وهم أول من اطلق مبادرة ( إعلاميين من أجل وقف نزيف الدم) وقدموا نموذج يحتذى به في التلاحم والتعاضد وكانوا يتقدمون الصفوف في المراكز الصحية والمستشفيات ، يعملون جنبا إلى جنب مع المسعفين والكوادر الطبية في إجلاء الجرحى وإنقاذهم ودفن الجثث والتبصير بخطورة الذخائر غير المنفجرة ويبثون رسائل تدعو إلى الحفاظ على النسيج الإجتماعي وعدم الخوض في الجهوية والقبلية والعنصرية وغيرها من جلائل الأعمال
وأخص بالشكر جنود هيئة الإذاعة والتلفزيون بالفاشر لركوبهم الأهوال وإصرارهم على العمل بالرغم من موقع الإذاعة وقربه من قيادة الجيش.
أنا زمزم خاطر أتبرأ من كل فعل أو قول ينادي بإستمرار هذه الحرب وزهق أي روح بريئة أو عمل تخريبي من نهب وسلب لحقوق الأفراد والمؤسسات العامة ويؤدي كذلك إلى تفكيك الوطن وإنقسام شعبه ، كما أجدد بيعتي لهذا الشعب المغلوب على أمره والممكون وصابر وأضم صوتي لصوته وأقول عالياً لا للحرب نعم للسلام.
أوقفوا نزيف هذه الدماء لطفاً بباقي الشعب الفضل
شمال دارفور – الفاشر
٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣م