الفاشر تدشن حملة “16” يوم لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي… معاناة المرأة في دارفور جسدتها النازحات في الاحتفال

sp3
4 Min Read

الفاشر: منصة الناطق الرسمي/ تقرير محمد شعيب

“أزيز الطائرات الحربية، ودوي المدافع الثقيلة، وقعقعة الرصاص، وآلاف من الأشلاء، بما في ذلك إبادة أسر بأكملها، كان ذلك أخر الذكريات التي خلفتها لنا الحرب بمدينة “نيالا” حاضرة ولاية جنوب دارفور، قبل أن ننزح شمالاً إلى مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور ” كلمات صاغتها وألقتها، ممثلة النازحات، محنة صالح إمام، أمام منصة الاحتفال باليوم العالمي لحملة ستة عشر يوما لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي، الذي أقامته وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية بولاية شمال دارفور، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وشركاؤها من المنظمات، في صبيحة اليوم “الخميس” بمركز إيواء النازحين، بمدرسة الفاشر الجنوبية النموذجية للبنين. محنة التي لم تبلغ العقدين من عمرها، نقشت صوراً مأساوية بحديثها – وخدودها مبللة بدموع البؤس والتوجع – على قلوب الحاضرين للفعالية على المستويين الرسمي والشعبي، يتقدمهم، والي ولاية شمال دارفور بالنيابة، إبراهيم حسب الدائم، الذي يتقلد أيضاً منصب الأمين العام لحكومة الولاية.

أرضاً سلاح

معاناة المرأة في إقليم دارفور جسدتها كل أنواع العنف، من القتل، والاغتصاب، والتشريد، والتهجير القسري من الديار بسبب العنف المتصاعد، لنبحث عن ملاذات آمنة، في الوقت الذي ظلت الدولة السودانية هي الأخرى تعاني منذ الاستقلال بالحروبات الداخلية، بالرغم من التضحيات الجسام المقدمة في انتفاضة أكتوبر، وثورتي أبريل، وديسمبر، من أجل تشييد الدولة تنعم بالاستقرار، والعدالة، والطمأنينة؛ إلا أننا أصبحنا مصدر شفقة وازدراء من بلدان العالم، هذه العبارات لم تلخصها وحدها ممثلة النازحات، بل عززتها أيضاً بنداءات وجهتها لطرفي الصراع في السودان بوضع السلاح أرضاً، والسعي إلى تشكيل حكومة مدنية ذات مصداقية من أجل بناء الدولة السودانية.

آليات القياس

ممثل الوالي، إبراهيم حسب الدائم، أكد، وهو يخاطب الاحتفالية، أهمية وضع آليات لقياس تقدم المرأة، ومنع العنف القائم عليها، بجانب توحيد الجهود المشتركة لخدمة القطاعات الاقتصادية والتنموية الخاصة بالنساء. بدوره أكد المدير العام لوزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية، إبراهيم موسى حسن، أن قضية العنف الممارس ضد المرأة موجود قبل فترة اندلاع الحرب التي قال: إنها زادت من مستوى العنف المباشر للمرأة، وأكد أن تقدم المجتمع يرتبط بحماية المرأة والطفل.

أثار الحرب

مديرة الإدارة العامة للمرأة والأسرة، نبيلة أحمد أدم، أكدت، بدورها، أن الحرب تركت أثاراً كارثية من جرائم العنف المبني على النوع الاجتماعي دفعت فواتيرها شريحة النساء. وأضافت بأن الشعار المرفوع لهذا العام هو:” فلنتحد جميعا لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات”. من ناحيتها أكدت، ممثلة المنظمات والوكالات الأممية بالولاية، ازدهار عبدالرحيم، أن المنظمات أظهرت جدية في توعية النساء والفتيات بحقوقهن، بجانب تنفيذ العديد من الأنشطة والورش في مخيمات النزوح، كما ناشدت بضرورة المساهمة الفاعلة في برامج تدريب وتأهيل المرأة.

استراتيجيات فاعلة

ممثلة منظمات المجتمع المدني، أماني حسبو، قالت :” بالرغم من إعلان المبادئ العامة لحقوق الإنسان، وكل المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحماية النساء إلا أن الواقع مختلف ومزري”. وحثت حسبو، المنظمات الدولية والوطنية على العمل بالجدية، والضغط على القضايا النسوية للاستقلال الكامل للمرأة في حقوقها. كما ناشدت وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية بوضع استراتيجيات فاعلة لتقديم الأجندات النسوية، لتحقيق الأمن والسلام، كما دعت المنظمات النسوية للعمل معا لخلق وحدة بين الأجسام النسوية حتى تكون المرأة معافى من كل تشوهات الماضي.

هذا وتخلل الاحتفال فواصل غنائية بمشاركة المطرب يوسف جوبا الذي تغنى الأغنيات الوطنية، ذرفت لها الدموع من النساء والمشاركين، قبل أن يشارك الفنان “كابو” في تقديم الأغنيات، كما قدمت فرقة كندقار الكوميدية عرضاً مسرحياً تدعو فيه لوقف الحرب، وعدم تعنيف النساء والفتيات.

شارك هذه المادة