كتب جلال الشفيع … رئيس التحرير الذي أذهبه عنا المعاش

sp2
3 Min Read

وزارة الثقافة والإعلام

إدارة شؤون مكتب الناطق الرسمي والإعلام الإليكتروني
(منصة الناطق الرسمي)

*رئيس التحرير الذي أذهبه عنا المعاش*
لعلها من أحكام الدهر وسنن الكون التي لافكاك منها وإن تطاولت السنين.. ويبقى إفساح المجال للقادمين سنة وفرض.. هذا غير قوانين ولوائح الخدمة المدنية التي وضعت لتحقيق أفضل النتائج وتحقيق حاجة الفرد والمجتمع ومن بين تلك وتلك أخرى كانت سنوات الخدمة المحددة بسن يرى الكثيرون إنها تمثل تحقيق حاجة الموظف للراحة والتفرغ لمهام إجتماعية مختلفة.

*مبارك عبدالله إسماعيل جمرالقايلة*
ذلك الأبنوسي النحيل صانع البهجة والإبتسامة في وجه من يلاقي بأريحية صممت خصيصاً له، حيث لا يشابهه بها أحد ولن يستطيع غيره التمثل به.
صاحب نكتة وطرفة عميقة المعنى، وله من القدرات الإبداعية الأخرى، فهو درامي من طينة المتميزين، يغني للكابلي والباشكاتب ويحفظ أغنيات الحقيبة وحمد الريح، بارع في التقديم الإذاعي وله ملكات صوتية لم تستفد منها الإذاعات، مخارج الحروف لديه تريح أعصاب أهل اللغة، مجود للقرآن الكريم.

صديق لكل زملاءه وأخ لكل زميلاته، لايعرف غير الإبتسام ويحارب الحزن حتى الذي في صدور غيره، يعرف كل كبيرة وصغيرة عن أسر زميلاته وزملائه، حتى صغار أسرهم يعرفونه ويسألون عنه.

أذكر عندما عزمنا على إطلاق منصة الناطق الرسمي سألته إن كان بالإمكان التصدي معي لهذه المهمة وضحك ضحكته التي أشتهر بها وقال لي: (إنت بس أشر والله إلا تقوم جاري).
كان أول رئيس تحرير بالمنصة، بدأنا معا العمل بتدريب وتأهيل الكوادر وكان هو من يقوم بذلك، وظل يطمئنني بأن الشباب ديل جاهزين.
يبدأ دوامه في الثالثة صباحا ويبقى هكذا حتى العاشرة ليلاً وكان قليلاً ما يطلب مني أن أسد عنه بعض الورديات ولكن… ورديته عادة ماتكون كلها مرح وقفشات مما جعل الناشرين يرابطون بجانبه دون التقيد بوردياتهم ويتسابقون للعمل معه فهو الأب والمعلم والملهم غير أنه كان يشاور أصغر المحررين والناشرين عمرا ويقول لي (ديل معلمين يا عمك).
عمل على تطوير العمل بالمنصة فأدخل فقرة (أعرف بلدك) طاف من خلالها ربوع الوطن معرفا بمدنه وقراه وبواديه ووديانه وجباله وحتى أنهاره.

*لم يتوانى أو يتأخر في تقديم العون لزملائه، بل كان بجانب رئاسته للتحرير تجده مهندس صوت وإضاءة وديكور خاصة في قاعة الناطق الرسمي والتي حافظت على بريقها وجمالها*

*نتمنى* ألا تبتعد عن منصتك صديقي الحبيب (جمري) وما زلنا نحتاجك بعلمك ومعرفتك وخبراتك ومهاراتك المتنوعة والمتراكمة، وأن تساعدنا على الحفاظ على بنائك المتين الذي بذلت فيه عصارة السنين العامرة بالبذل والتجارب الرائعة.

*سنبقى شهودا على جليل أعمالكم شامخة تنبيء عن كريم خصالكم، وقد سبقت أياديكم البيضاء بالخير والعطاء فكنتم خير داعم وعونا لنا، وبعمق خبرتكم كنتم قنديلا استنارت به البصائر قبل الأبصار*

*سنظل جميعاً نحفظ لك ما قدمته لنا ولوطنك الذي أحببت وأن نعمل للحفاظ على إرثك الفريد وأن نظل يدا واحدة ولن تسمع وترى إلا ما يسرك في منصتك*.

شارك هذه المادة