عبد الوهاب أزرق اللازم يكتب من الدلنج: راوية ضلمان كباشي …هل صحيح رحلتي؟بعد دة تجي الفراش بس* *آخر رسائل الفقيدة لي

sp1
9 Min Read

الدلنج : منصة الناطق الرسمي/عبدالوهاب أزرق

راويه ضلمان كباشي أختي الصغرى ، زميلة دربي ، ملاذ ضعفي ، كاتمة أسراري ، توأم روحي ، ثنائية عملي ، فراجة همي ، ساعدي الأيمن ، ملهمة أفكاري ، ملهبة نشاطي وحماسي .

نبكيك وهل البكاء يفيدك؟ أم ننعيك وفي نعيك الحروف لا توفيك ، ماذا أقول عنك أختاه راوية . أحكي عن طيبة قلبك وضحكة ثغرك ام عن صفاء ضميرك و بياض صفحتك ، ونقاء جواك ماذا أقول عن رحيلك المر و المفاجئ و خبر وفاتك هد كياني و شل تفكيري وأنا أبحث عن حل لما كلفتيني به من أمر .

عقب آخر مكالمة معك نهار الجمعة و إنقطاع شبكات الإتصالات بالدلنج تلقيت خبر وفاتك صباح السبت من أحد الإخوة وأنا بسوق الدلنج . كان أسوء خبر اسمعه رغم الحرب والهجوم على الدلنج التي غطينا خبر إنتصار القوات المسلحة والشرطة والمخابرات العامة والجيش الشعبي والمواطنين سويا وتم نشره بمنصة الناطق الرسمي لحكومة السودان مكان عملك .

راوية أنا وأنت سيان خلقنا من طينة واحدة تقاسمنا الفرح والغضب ، الرخاء والشدة ، الحلو والمر . تفاهمنا بلا ترتيب و أصبحنا توأم العمل تزاملنا في أحسن رفقة و ارتونيا من كأس الزمالة الحقة ، و انسجمنا بلا حدود ، غطينا في أجمل لوحة لا بيناتنا حواجز ولا وقف بينا عارض زول ولا قدر أحد يخرب الإلفة .

*يا راوية* تمهلي وهل صحيح رحلتي ومازالت لنا أخبار وتقارير وحوارات انجزناها سويا لم ننشرها مع مدير الوحدة الإدارية للدلنج الضابط الإداري محي الدين عبد الله يونس ، و رئيس الغرفة التجارية بالدلنج الاخ حسن المي ، و ينتظرنا المبدع بليا للتوثيق لسيرته الحافلة بالفن التشكيلي والثقافة والأدب والتراث ومعرض الكتب ، وكذا نريد نشر حوار مدير جمعية العون المباشر بالولاية الأستاذ شاكر خميس . حماسك الدفاق لم يقعدك عن التغطية الإعلامية لأحداث الدلنج بالتلفزيون القومي من سرير المرض .

رحيلك كان مفاجأة *يا لولي* و ندمان لعدم الاستجابة لنداءك و طلبك للحضور لوداعك و انت ذاهبة إلي الكرقل صباح الجمعة ولظروف وسيلة الترحيل لم تغادر الدلنج ، وكانت أقدار الله إن لم تسافرٖ في نفس اليوم وتم التأجيل لصباح السبت يوم وفاتك ١٣ يناير ٢٠٢٤م.

*الفقيدة راوية* مكتوب لك ومسطر أن تقبض روحك الطاهرة بالدلنج أرض أجدادك و أصلك ومنبع معدنك اللامع ، وإلا ما اتقفلتي بالدلنج وأنت ذاهبة إلي كادقلي رفقة زوجك بعد حرب الخرطوم ، وإلا لكان سافرتي مع توتا إلي القاهرة وهي التي أنتظرتك طويلا وغادرت ، وإلا لكان غادرتي الدلنج مع توأم روحك و صديقتك الأخت جواهر أزهري إلى مدنى ثم كمبالا ، أو استجبتي لنداء شقيقك سراج المتكرر بالخروج من الدلنج والذهاب إلى القاهرة ، ومن غرائب الدنيا أن تأتي إليك هويدا المرضية من كادقلي للسفر سويا و تمرضي أنت النصيحة و المعافية و تشهد وفاتك بالدلنج حيث أراد الله ذلك.

*راوية ضلمان كباشي* بعد موتك يفتقدك زوجك الصابر المحتسب الدكتور مصطفى حسين دابي نعم الأخ و أطيب زول الذي كان لما تقولي له عندنا شغل مع عبد الوهاب ازرق يرتاح ضميره ويثق أنك مع رفقة أمينة كما حدثتيني ذات مرة . تفتقدك أسرتك الكبيرة الأخ سراج و هويدا ، ورانيا ، وهبة ، وإيمان وكل الأهل والأسرة . كما تفتقدك الاخت و صديقتك جواهر أزهري ولا ننسى أيامنا بالخرطوم بمعرض الخرطوم الدولي والزميل إيهاب مادبو ، ولا ننسى التغطيات بوزارة الثقافة والإعلام الإتحادية منصة الناطق الرسمي و لقاءاتنا و مشاويرنا و برنامجنا الذي نضعه وننجزه لليوم ثم نفترق بالسوق العربي بموقف المواصلات مساء ، لا انسى اصرارك على ضرورة الذهاب إلى الكاملين لحضور الإفطار الرمضاني هناك رفقة الأخ جبر الدار التوم و دكتورة هالة و استجبت لرغبتك ، لا انسى تغطياتنا ومشاويرنا وعملنا بالدلنج .

افتقدك يا راوية *لولي* و وأنت كل شئ بالنسبة لي وما يجمعنا كزملاء تعجز كل العبارات عن التعبير عنه ، كانت بيننا الإخوة والإحترام والتقدير والصداقة و صفاء القلب و النية ، ما بيننا أكبر مما يتصور أي إنسان في الكون ، ولما اعاتبك بتقولي ما بيناتنا عتاب يا عبد الوهاب وكلامك من زول عزيز ما بكررها . ومنو تاني يا لولي بناديني *بهوبا*

*أختاه* لو كنت أعلم أن حديثنا قبل أسابيع عن الزملاء من إذاعة كادقلي وقطاع الثقافة والإعلام بكادقلي الذين مضوا الي ربهم في الخالدين يوسف البدوي ، صابرة ، كيريا ، تغريد وادي ، سيد أحمد عبد الملك ، عبد الله نور الدائم وغيرهم يشملك وانت كنت التالية لما تطرقنا الي هذه الذكريات الأليمة تقبلكم الله جميعا في عليين مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا .

راوية كنت تعلمين بموتك وإلا ما جاءت رسالتك لي صباح الأربعاء قبل يومين من رحيلك بعد أن سألتك عن غيابك وعدم التواصل معي يوم الثلاثاء فكانت رسالتك بأنك تعبانة وجاءت نتيجة الفحص إصابة بملاريا ، وتايفويد ، و املاح ، رطوبة ، والتهاب بول و ختمتي الرسالة *بقولك بعد دة تجي الفراش بس* ، الطيبة الجواك ونقاء ضميرك أخبرتك بموتك ، وحسن الخاتمة أن جاءتك سكرات الموت وأنت تقومين لصلاة الصبح لكن مشيئة الله كانت أقوى وفاضت روحك الطاهرة .

محبتك أختاه عند الناس والزملاء وطيبة قلبك هي كنوز ، وتشييعك بمقابر حي الرديف بالدلنج كان إستفتاء عن الجمهور الذي عرفك بالدلنج رغم قصر إقامتك بالمدينة ، عرفك مجتمع الدلنج من خلال التغطيات والحوارات واللقاءات التي قمنا بها و أحدثت حراكا إعلاميا بالدلنج ، مدير جامعة الدلنج البروف محمد دفع الله ، المدير التنفيذي الأستاذ إبراهيم عبد الله عمر ، مدير الخدمات الصحية الأستاذ جلال الدين النعيمة ، القيادي بالحزب القومي السوداني عثمان كربوس ، المدير الطبي لمستشفى الأم بخيتة الدكتور عمران الباشا ، مديرة الإمدادات الطبية بالولاية الدكتورة ام سلمة عباس ، أمين الصندوق القومي لرعاية الطلاب الدكتور حسن ، و الشيخ طارق لواء سرير وغيرها من التغطيات الإعلامية .

التعازي بعد أسرتك الصغيرة والكبيرة والأهل والأصدقاء والمعارف الي كل الزملاء بوزارة الثقافة والإعلام الإتحادية بدأ من الوزير المكلف أستاذ جراهام عبد القادر وكل العاملين ، التعازي والمواساة إلى الزملاء بمنصة الناطق الرسمي باسم الحكومة على رأسهم رئيس التحرير الجمري الذي كان يغضبك بتأخير نشر بعض الأخبار العاجلة . التعازي إلي الزملاء بإذاعة السلام وانت كنت تنقلين نبض الولاية يوميا عند الساعة السابعة مساء ، التعازي إلي الزملاء بهيئة الإذاعة والتلفزيون بجنوب كردفان واعز صديقاتك الإعلامية الرائعة أمل أحمد شداد ، التعازي إلي الزملاء بقطاع الثقافة والإعلام والشباب والرياضة بكادقلي والصحفيين والإعلاميين بجنوب كردفان ، و أسرة الإعلام بالدلنج .

راوية لو كنت أعلم أن آخر مكالمة معك صباح يوم الجمعة ١٢ يناير قبل يوم من رحيلك سوف تكون الأخيرة لما فصلتها ، لكنني قطعتها لانجز لك ما طلبتيه من خدمة وحالت الشبكة وانقطاعها دون اخطارك بما تم من أمر ، وإذا تفأجات صباح السبت برحيلك ، ونحمد الله إنني كنت حاضرا للحظات الأخيرة إذ حملتك مع زوجك الصابر المحتسب من السلاح الطبي بالدلنج إلي منزل العم موسى صالح بحي اقوز غرب جوار مكتب مدير الجامعة حتى مواراتك الثرى بمقابر حي الرديف وسط جموع كبيرة رغم ظروف الحرب والشائعات.

لك الرحمة والمغفرة
تقبلك الله في عليين مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا
لا نقول إلا ما يرضى الله ورسوله
إنا لله و إنا إليه راجعون
ربنا يصبرنا على فقدك ويلهمنا الصبر والسلوان.

عبد الوهاب أزرق اللازم
١٥ يناير ٢٠٢٤م
الدلنج

إنقطاع النت بالدلنج حال دون النشر في الأيام الماضية.

شارك هذه المادة