بعد اكتمال الشهر التاسع.. الحرب تخلف أوضاعاً إنسانية مؤلمة بإقليم دارفور

sp2
19 Min Read

الفاشر : منصة الناطق الرسمي/تقرير:محمد شعيب/ معمر إبراهيم

يشهد السودان تطورات متسارعة عقب دخول الحرب بين الجيش والدعم السريع شهرها التاسع ولم تفلح أي جهود سياسية لإنهاء الحرب التي خلفت أوضاعًا إنسانية مؤلمة زادت معاناة السكان خاصة في إقليم دارفور غربي البلاد بسبب عدم توفر المواد الإغاثية للنازحين بمراكز الإيواء المكتظة بالسكان وتفتقد لأبسط مقومات الحياة، الأمر الذي فاقم المعاناة، وأطلقت المنظمات الحقوقية النداءات العاجلة لانقاذ حياة المواطنين المهددة بخطر المجاعة وسوء التغذية.

الحالة المأساوية التي يعشها النازحون بكثافة سكانية عالية بمراكز الإيواء بمدينة الفاشر، ساهمت بشكل كبير في معاناتهم بالأمراض بسبب نقص الغذاء والدواء وفقاً لأحاديث المسؤولين بالمراكز.

وكشف متوكل أدم عبد الله حامد، المسؤول التنفيذي، بحكومة جنوب دارفور، والمشرف على مراكز إيواء النازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان في تصريحات لـ”شبكة سلاطين الإخبارية” عن إحصاءات النازحين القادمين من مدينة نيالا إلى الفاشر، بلغ عددهم “2,750” أسرة ما يعادل “23,600” فرد، موزعين في عشرة مراكز مدرسية، بالإضافة إلى تسجيل “450” عائلة في الخارج. بالإضافة إلى تسجيل “126” أسرة في محلية دار السلام، بالإضافة إلى تعيين لجان لحساب أعداد النازحين في منطقتي أم دريساية وشنقل طوباية في شمال دارفور.

وأضاف المسؤول الحكومي أن أبرز المشاكل التي تواجه المراكز والنازحين هي الأمراض المستعصية المرتبطة بالشتاء كالالتهابات والحميات، في وقت شدد فيه على حاجة النازحين إلى مواد المأوى من الخيام والبطانيات والملابس الشتوية للأطفال.

وشدد حامد على أن سلعة الدقيق التي تقدمها الحكومة كافية للنازحين لمدة ثلاثة أشهر ليتم توزيعها على الأسر شهريا لكل أسرة. وفي هذا الصدد، أشار إلى أن بعض الأسر مجبرة على بيع حصصها من الدقيق في السوق لشراء بعض الاحتياجات الأساسية المكملة لصناعة الوجبات الغذائية . وأشار إلى أن بعض المراكز تنتظمها مطابخ جماعية، في حين أن بعض المراكز الأخرى تريد أن ترغب العائلات في الحصول على حصصها من مواد الإغاثة، وإعداد وجباتها بطريقتها الخاصة، لكنه أكد أنهم يواصلون تعميم فكرة المطابخ الجماعية في جميع المراكز.

وأوضح أن مواد الإغاثة التي تقدمها المنظمات الوطنية والأجنبية يتم تسليمها مباشرة من قبل المنظمات بعد إجراء مسح ميداني دون تدخل حكومي في ذلك، وأضاف أن إغلاق البنوك هو أحد المشاكل الرئيسية التي تعوق عمل المنظمات بالطريقة المعتادة التي تلبي احتياجات المواطنين والمشردين على حد سواء، وعزا إغلاق البنوك إلى الوضع الأمني الذي تقدره أجهزة حكومة ولاية شمال دارفور. وشدد على أن المراكز لا تزال تسجل مجموعات جديدة من النازحين القادمين من نيالا، خاصة بعد الضربات الجوية الأخيرة على المنطقة في الأيام الماضية.

*مناطق النزوح*

يتركز النازحون في دارفور بشكل أساسي في شمال دارفور عاصمة الإقليم، عدا نازحو مدينة الجنينة الذين لجأوا إلى مناطق أبشي وادري الحدوديتين في دولة تشاد المجاورة غرباً، أما في ولاية شمال دارفور “الفاشر” التي تعتبر مركز الإيواء الأول للنازحين بدارفور في الوقت الحالي عقب سقوط مدن الإقليم على يد قوات الدعم السريع التي تقود معارك عنيفة ضد الجيش السوداني. حيث شردت الحرب المواطنين بتلك المناطق من نيالا حاضرة جنوب دارفور، وزالنجي والضعين إلى الفاشر، بالإضافة النازحين من محلياتها، بمناطق كُتم، وطويلة ،وكبكابية ، وأم كدادة، والوحدات الإدارية التابعة لولاية شمال دارفور” ويتخذون الناس في الفاشر المدارس الحكومية والخاصة مركزا لهم، لكن مع دخول فصل الشتاء تزداد المعناة كل يوم مع النقص الحاد في المواد الإغاثة التي لم تعد كالمعتاد في الماضي.

تقول النازحة بمركز الإيواء سلمى إدريس، التي تدرس في كلية التمريض في جامعة أم درمان الإسلامية التي قالت “لقد نزحت من حي الجبل بمدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور، مع سبعة أفراد عائلتي إلى مدينة الفاشر، بسبب الحرب الشرسة”. وتضيف سلمى أن النازحين في مركز المأوى بمدرسة الفاشر الجنوبية النموذجية بنين” يعانون من ندرة الغذاء والدواء ومواد المأوى”.

لكنها أقرت بأن المركز يوفر وجبات للنازحين في بعض الأحيان،لكن لا تكفي الحاجة ، لذلك يعتمدن على أنفسهن للبحث عن عمل داخل المدينة من أجل تأمين احتياجاتهن اليومية. وتابعت: ندعو المنظمات الوطنية والدولية إلى تقديم الدعم، وخاصة في الغذاء والدواء، مع توفير الملابس الشتوية للأطفال، بالإضافة إلى الاحتياجات الخاصة للفتيات. وأعربت سلمى عن أملها في العودة إلى ديارها بعد تحقيق الأمن والسلام.

*معاناتهم وأسباب نزوحهم*

يعزوا الكثير من الفارين أن السبب الرئيس لنزوحهم هو الحرب وما خالفته من قتل للأسر بسبب المقذوفات العشوائية التي تسقط على منازلهم وتؤدي إلى قتل المئات من أسرهم ،حيث يقول الباقر إبراهيم أبوه ، الذي يسكن في حي المعهد بالفاشر، إنه أصيب بشظايا قذيفة سقطت في أحد المنازل المجاورة له، مما أسفرت عن مقتل امرأة، بينما نجا بأعجوبة، وفقا لقوله، وأضاف أنه لا يزال يتلقى العلاج في مستشفى الفاشر الجنوبي، وأن حالته الصحية تسير نحو الأفضل، وأشار إلى أن المستشفى على الرغم من تقديم الخدمات الطبية والعلاجية إلا أن هناك نقصا في الدواء، وتابع: احتاج إلى خيمة وبطانية وتوفير وجبات الطعام. كما ناشد الأطراف المتقاتلة بتحكيم صوت العقل لوقف الحرب حتى لا يسقط المزيد من الضحايا بين المواطنين.

*معناة مستمرة مع فصل الشتاء :*

عماد الدين أحمد الطاهر آدم، الذي نزح من مدينة نيالا، نفى تلقيه لأي خدمات إنسانية في المركز، وقال: “إنه يعيش تحت الشجرة ويعاني من عدم توفر الطعام، وتعرضه للسعات البرد، ويرغب في الحصول على بطانية”.

وتتفق فاطمة أحمد محمد ، “ربة المنزل” التي تعيش في حي كرري، مع عماد” في عدم توفر وجبات الطعام رغم زيارة بعض المنظمات الوطنية إلى المركز وتوفير بعض المواد الإنسانية لكنها لم تجد شيئاً بسبب العدد الكبير داخل المركز . وقالت: “ نعيش هنا في العراء، نناشد بتوفير الخيام ومواد المأوى حتى يقوى الأطفال من العدوى والأمراض الشتوية.

أما أميرة عبد الله محمد أدم، مسؤولة التغذية في وزارة الصحة بولاية جنوب دارفور والنازحة بالمركز ، نفت تلقي أية مواد إغاثية، وأضافت: جميع النازحين هنا يعتمدون على أنفسهم في الإعاشة، وقالت إنها موظفة لكنها لم تصرف راتبها لمدة تسعة أشهر، لكنها وجهت دعواتها إلى الأطراف المتنازعة لوقف الحرب، وتوفير الفرص للمنظمات للتدخل العاجل لتجنب شبح المجاعة والموت، خاصة وسط الأطفال”.

إيمان أبشر، الطالبة، في المرحلة المتوسطة ، تتذكر الأوقات التي جمعت يديها جثث ضحايا الحرب لجارتها وأطفالها الأربعة، عندما انفجرت قذيفة داخل المنزل في حي دريج بنيالا، وجاء حديثها، وكانت تبكي على الوضع الصعب الذي تركته الحرب في مخيلتها، وقالت: “لولا الحرب والقصف اليومي في الحي، لما كنا هنا، معربة ً عن أملها في العودة.

*وضع إنساني للنازحين في المدارس كارثي:*

قال المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان في شمال دارفور، جمال علي ضحاوي، لـ”سلاطين الإخبارية”:إن المواطنين في السودان بشكل عام ودارفور بشكل خاص منذ بداية الحرب في أبريل الماضي 2023 م، تعرضوا لانتهاكات جسيمة، سواء كانوا نازحين حديثا أو قدامى النازحين في مخيمات شمال دارفور أو، جنوب دارفور، ولم يتلقوا أي مساعدات خلال هذه الفترة، وهذا ما عرض حياتهم لخطورة بالغة التعقيد، وعزا ذلك بالقول: (السبب الرئيسي لذلك هو أن هذه المنظمات والجهات المانحة لا تسطيع تقديم هذه المساعدات للنازحين في الوقت الحالي لأنهم لم يجدوا فرصة، سواء من قبل الحكومة،أو
الدعم السريع، وهذا في حد ذاته يتعارض مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وهذه جرائم تتعلق بالقانون الدولي، ولها عقوبات كبيرة، وهذه المسألة تحتاج إلى عمل لجان تحقيق متخصصة لكشف الأطراف التي تقف ضد تسليم مواد الإغاثة للنازحين في دارفور.

وقال إن الوضع الإنساني للنازحين في المراكز في المدارس الحكومية والخاصة كارثي، خاصة في فصل الشتاء في شمال دارفور، وهو شتاء بارد جدا، وأن الأطفال والنساء وكبار السن مع فقدانهم للغذاء، فقدت بنيتهم الجسمانية إمكانية مقاومة البرد. وأضاف. النازحون في شمال دارفور أكثر تأثرا ويعانون أكثر من غيرهم، لأن طبيعة شمال دارفور معروفة بأنها منطقة زراعية أقل انتاجية من جنوب دارفور، وبالتالي فان النازحين من نيالا بمراكز الفاشر ، يزيدون العبء عليهم بالاكتظاظ.

*تهجير قسري في دارفور :*

عن التهجير القسري في دارفور، قال الناشط الحقوقي أن ذلك حقيقة حدث في دارفور، وأقرب نموذج لما حدث في الجنينة هو أن المواطنين أجبروا على المغادرة، حيث أجبر السكان على الهجرة إلى دولة تشاد. وناشد أطراف النزاع بضرورة فتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات إلى النازحين في دارفور. داعياً الأمم المتحدة إلى تشكيل لجان تحقيق لمعرفة من يعيق عملية تقديم المساعدات للمتضررين من الحرب، سواء في دارفور،أو في أي مناطق أخرى بالسودان.

وأضاف على الحركات المسلحة تأمين وصول الإغاثة إلى النازحين في أقرب وقت ممكن. وقال إن منظمات الإغاثة في الماضي أجرت مسحا ميدانيا قبل اندلاع الحرب، ولكن في الوقت الحالي، إذا زاد عدد المواطنين النازحين، وبالتالي يجب إجراء مسح ميداني جديد لأن الميزانية المخصصة للعام 2022 لم تعد كافية لحجم الأشخاص في الوقت الحالي بعد الزيادة الكبيرة في عدد المتضررين. يجب إجراء دراسة استقصائية جديدة لتغطية الحاجة وتوفير المواد اللازمة من الدواء والغذاء.

*أبرز احتياجات النازحين بمراكز الايواء بالفاشر:*

قالت سمية حمد أحمد آدم، إحدى المسؤولين في مركز المأوى في مدرسة الاتحاد الثانوية، إنها نزحت من حي “الطريفية” في الفاشر، منذ يونيو 2023 الماضي حتى اللحظة، وكانت بداية النزوح في المركز لا يوجد سوى 95 أسرة، لكن بعد عيد الأضحى في 15 سبتمبر، بدأ نزوح جديد للعائلات في الفاشر، مما ضاعف عدد النازحين داخل هذه المراكز، وقدمت العديد من المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية دعما كبيرا للعائلات. وقالت إن هناك مركزين نسائيين لتقديم الخدمات الصحية للنساء والأطفال وشيدت حمامات للنساء والرجال في المركز ، بالإضافة إلى ذلك أنهم آمنون من حيث الجانب الصحي، لكنهم يعانون من نقص حاد في المياه، وأن المواد الغذائية مفقودة بشكل نهائي، لكن الأسر لم يكن أمامهم خيار سوى العمل خارج المركز سواءً في التجارة والعمل المنزلي، وناشدت سمية المنظمات الإنسانية بتوفير خدمات المأوى للنازحين، من السيوترات والبطانيات، خاصة مع اشتداد موجة البرد في فصل الشتاء. وقالت: إن النازحين في مدينة الفاشر ومحلياتها هم الأكثر تضررا من الآخرين بمراكز الايواء ، وأن بعضهم يأكل وجبة واحدة في اليوم، بعضهم أصيب بالملاريا أكثر من خمس وست مرات، لعدم تلقيهم العلاج اللازم. كما ناشدت توفير المياه النظيفة والأدوات الصحية وأدوية الأمراض المزمنة للمرضى. وقالت إن الموظفين الذين نزحوا ايضاً لم يتلقوا أيا من الرواتب منذ بداية الحرب حتى اللحظة ،الأمر الذي فاقم من معاناتهم. حيث عاد بعضهم إلى منازلهم، لكنهم لم يتمكنوا من الاستقرار بسبب مواصلة الحرب وعادوا مرة أخرى إلى مركز النزوح، وقالت إن المركز مكتظ للغاية، الشيء الذي قد يساهم في انتشار الامراض ويسبب المشاكلات الصحية.

أما أم كلثوم عبد الله محمد، التي نزحت من حي “التضامن” (أ) في مدينة الفاشر، قالت في حديثها مع “شبكة سلاطين الإخبارية” إن أربع قاذفات سقطت بالقرب من منزلها، حيث عانت هي وبعض جيرانها من إصابات متفاوتة وتلقت العلاج، لكنها لم تستطع العمل خارج المركز لإعالة أسرتها بسبب إصابتها، مما جعلهم ينتقلون إلى أماكن آمنة على الرغم من كل شيء. دعت أم كلثوم أطراف النزاع إلى وقف الحرب للعودة إلى حيها مرة اخرى.

حليمة علي يوسف أيضا من الفاشر، حي التضامن شرق، قالت إنها نزحت إلى مركز المأوى هذا في جنوب الفاشر بسبب سقوط مقذوفات في حيها وأنها كانت في هذا المركز لمدة شهرين وليس لديهم أي شيء. وأن ابنتها أصيبت نتيجة الاشتباكات ولديها خمسة أطفال، جميعهم مصابون، يتلقون العلاج من بعض متطوعي المركز، وطلبت حليمة المنظمات زيارتهم لتوفير خيمة مأوى لها ولأسرتها الصغيرة حتى يتم علاج ابنتها وأبنائها لتتمكن من العودة إلى منزلها بأمان بعد توقف الحرب.

حسن حسين محمد، أحد النازحين من حي الأهلية في الفاشر ومتطوع بالمركز في حديثه لعربي بوست ،أكد أن الدفعة الأخيرة من النازحين اصطدمت بواقع مرير في مركز الإيواء في مدرسة الاتحاد الثانوية للبنات بسبب وجود دفعات من النازحين الذين لجأوا إلى نفس المركز في بدايات الحرب، مما جعل اللجنة الإشرافية للمركز مسؤولة عن توزيع مائة “طحين” على النازحين الأوائل لأنهم المستفيدين المسجلين والمعتمدين من اللجنة. وأشار إلى أنه على الرغم من أنهم تجاوزوا شهرين منذ نزوحهم، إلا أنهم لم يتلقوا أي مساعدة إنسانية من الغذاء والمأوى. وأضاف أن العائلات النازحة في المركز تأخذ ظلال الأشجار، والجدران مأوى لهم في ظل أكثر من مائتين وعشرين طفلا في المركز تفتقر إلى الأغطية المضادة للبرد، بالإضافة إلى إصابة الأطفال بالإسهال والسعال المتكرر المصحوب بالبكاء طوال الليل، بالإضافة إلى الوضع المزري الذي تعاني منه النساء، وبعض المصابين بشظايا القاذفات داخل المركز.

وذكر أنه قدم استقالته من اللجنة الإشرافية بسبب ما وصفها بالتكتلات التي جرت في اللجنة إلى الحد الذي قال فيه: بعض الدقيق يخزن في الغرف الثابتة، و يحرم البعض من حقوقهم في التوزيع غير العادل للحصص. وناشد المنظمات الوطنية والأجنبية والخيرية لإغاثة النازحين، الذين وصلوا إلى “370” عائلة بالمركز الذي يتواجد فيه ، كما طالب بالحاجة إلى إنشاء وحدة صحية متكاملة لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للنازحين بالمركز.

*ماهو دور الدولة وكم يبلغ عدد النازحين بالفاشر ؟*

مفوض العون الإنساني المسؤول بشمال دارفور، أحمد آدم عبد الله “لشبكة سلاطين” قال: إن هناك نقص حاد في الدعم الإنساني المقدم من المنظمات الدولية بالإضافة إلى المساعدات التي تقدمها حكومة السودان في الجانب الإنساني،مشيراً إلى نقل عدد من مشاريع الإنعاش والتنمية المبكرة إلى مشاريع
الطوارئ، لجهة أن بعض المشروعات جرى تجميدها بسبب انحسار التمويل من قبل المانحين الأمر الذي وصفه بالعقبة الكبيرة أمام المفوضية.
وشدد على أنه في الفترات السابقة، وزعت المفوضية المساعدات الإنسانية والوجبات الجاهزة للأطفال في المخيمات والمجتمعات المحلية للنازحين في مراكز الإيواء في مدينة الفاشر، وبعض المحليات في الولاية. وأوضح في هذا الصدد أن معدل التوزيع وصل إلى 100٪، مع التأكيد على أن تغطية الاحتياجات ضعيفة بسبب صغر كمية المساعدات مقارنة بالكثافة السكانية العالية. ودعا إلى المطالبة بتوفير كميات كبيرة من المساعدة الإنسانية لتلبية احتياجات المواطنين وتغطيتها، وخاصة النازحين. وقال إن إغلاق البنوك والمصارف يشكل تحديا لعمل المنظمات الدولية، بالإضافة إلى ندرة الوقود. وأضاف أن المفوضية سعت إلى تسهيل عمل المنظمات الوطنية والدولية ووكالات الأمم المتحدة بعد أن عقدت اجتماعا مع هيئة القيادة والسيطرة لحركات الكفاح المسلح،

لتأمين مقر المنظمات من الهجمات، وتأمين وسلامة الموظفين والقوافل الإنسانية من أجل الوصول لجميع المستفيدين في مراكز المأوى في جميع المحليات والمناطق التي تستضيف النازحين. وأشار إلى أن القوة المشتركة للحركات المسلحة في دارفور ، من جانبها، أكدت تفانيها في نجاح وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المستهدفة في الولاية من أجل تجنب تفاقم الوضع الإنساني. وصف مستوى التنسيق بين المفوضية والمنظمات الإنسانية والقوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح بالجيد.

*إحصائية حكومية رسمية للنازحين في شمال دارفور:*

حيث كشف المفوض المكلف للعون الإنساني بشمال دارفور أحمد آدم عبد الله ،أن إجمالي النازحين بالفاشر في أخر إحصائية بلغت “20,329” بواقع “106,974” فرداً تم استضافتهم بمراكز الإيواء البالغ عددهم “85” وأشار إلى عدد من المنظمات الدولية لاتزال تعمل بالولاية منها منظمة الإغاثة الدولية، وبلان سودان، وزوا، والطفولة العالمية،وكوبي، والألمانية للعمل بالزراعة، وأطباء بلا حدود، وقوة السلام اللاعنفية،وبراكتكل أكشن، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بجانب عدد من وكالات الأمم المتحدة تعمل بالولاية عبر شركائها من المنظمات الوطنية منها اليونسيف، والصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية(الفاو)، وبرنامج الغذاء العالمي، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وصندوق الأمم المتحدة الانمائي، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (أوشا)، والهجرة الدولية.
ووصف المفوض أوضاع النازحين القدامى بالمخيمات بالصعبة نسبة لمحدودية الدعم، بجانب عدم كفاية المخزون من المواد الإغاثية والإيوائية مع تزايد أعداد النازحين وخاصة مع دخول فصل الشتاء. وتوقع
بأن المواد الغذائية تتعرض لشح، مؤكداً توقعاتهم لتدفقات جديدة من النازحين الي ولاية شمال دارفور بعد تراجع الأوضاع الأمنية بنيالا، وقال ان المفوضية تضع تحسباتها مع شركائها لهذا الأمر، وأكد أن عملية التوزيع والإشراف على الاغاثات تتم عبر الفرق واللجان الفنية من مفوضية العون الإنساني والمنظمات العاملة والوزارات بالولاية والجهات ذات الصلة.

*لا حلول تلوح في الأفق ومنظمات الإغاثة الدولية تدق ناقوس الخطر:*

مع ازدياد رقعة الحرب في البلاد تزداد معناة الناس بالنزوح والتشريد كل يوم ، ولاتوجد إحصائية رسمية حديثة، عن العدد الكلي للنازحين داخل السودان بشكل كامل في الوقت الحالي، لكن منظمة الهجرة الدولية أعلنت في وقت سابق أن أكثر من 6.3 مليون سوداني فروا من ديارهم جراء القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 وماتزال أزمة الصراع مستمرة ولا حلول تلوح في الأفق.

ومنذ الثالث عشر من ديسمبر الجاري يطالب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة
في السودان “WFP”
في تقرير مفصل عن السودان بضرورة وصول المساعدات الإنسانية للنازحين دون عوائق سواء كانوا ، في مناطق الخرطوم، وكردفان وخاصة دارفور ، التقرير أشار إلى أن الأزمة الحادة التي قد تهدد حياة الملايين الذين هم بحاجة ماسة لوصول المساعدات حيث يكافح المزيد من الناس من أجل تناول وجبة أساسية في اليوم، مشيراً إلى أنه ما لم تتغير الأمور سيبقى الحال كما هو مهدداً بالخطر الحقيقي الذي يواجهه النازحون إذا لم تتمكن المنظمات من إيصال المساعدات إليهم.

شارك هذه المادة