مبادرة شباب حي الترعة بكسلا… تضميد جراح النازحين

sp1
6 Min Read

كسلا: منصة الناطق الرسمي
زاهر منصور

رغم مآسي الحرب وما نتج عنها من نزوح وتشرد نتيجة ممارسات الجنجويد الا ان هناك من يسعى بين الناس بالخير لتضميد الجراح وتخفيف المعاناة وتجفيف دموع الثكالى وخير مثال ونموذج في هذا السياق ما ظل يقوم شباب حي الترعة بمدينة كسلا عبر مبادرتهم الخاصة بالوقوف مع النازحين بمركز ايواء المدرسة الصناعية وذلك من خلال اشرافهم على المطبخ الخيري الذي يقدم الوجبات للنازحين بدعم من عدد من الجهات والخيرين وقد سبق هذه المجموعة المتميزة افعالها قبل اقوالها وأصبحت مبادراتهم حديث المدينة لدورهم الكبير واحساسهم العالي بمعاناة هذه الشريحة المغلوبه على أمرها، لذلك كان الواجب علينا أن نطرق أبوابهم لعكس هذا الجهد الذي يقومون به.

وقبل أن ادلف إلى حوش المطبخ أو التكية شاهدت الأعداد الكبيرة للنازحين داخل وخارج مركز الإيواء ومنظرهم مؤلم يجعلك تذرف الدموع على حالهم،
أول من التقيته أحد شباب المبادرة والذي طلب مني عدم ذكر إسمه أو تصويره وقال لي: يا أستاذ (والله بنعمل في الحاجة دي لله ولا نريد الظهور ونبتغي الأجر من عند الله) وبالجد ادهشني هذا الشاب وكبر في نظري جدا، وقلت له (لله درك أيها الفتى المقدام على فعل الخير).

*بداية العمل*

بعد ذلك التقيت بالأستاذ إبراهيم محمد الحسن (الإمام) رئيس مبادرة شباب حي الترعة بكسلا والذي ابتدر حديثه معي في أن العمل انطلق عقب أحداث ولاية الجزيرة من خلال الاتصال بالجهات الرسمية والحديث معها على ضرورة تحويل المدرسة لمركز إيواء وأشار الحسن إلى عقد اجتماع موسع مع اللجنة العليا للطوارئ بحضور مدير المدرسة الأستاذ إبراهيم محمد نور وممثلي المبادرة ومنظمات اليونسيف وصدقات وقرر الاجتماع وقتها الموافقة على تحويل المدرسة لمركز إيواء، ومن ثم تم إجراء صيانة للمركز كما قامت محلية كسلا بدعمهم بمبلغ مليون ونصف جنيه في هذا الشأن وأضاف (تم ترحيل الأسر المتواجدة في السوق الشعبي ومدخل المدينة في ريبا بالإضافة إلى مركز استقبال في منطقة الرشايده).

*المطبخ الخيري*

ويواصل الحسن حديثه ويقول عقب أحداث ولاية سنار بدأنا العمل في المطبخ الخيري الحالي بالتنسيق مع مفوضية العون الإنساني حيث قام المفوض بدفع مبلغ (١٧٠) ألف جنيه من ماله الخاص وتم عمل وجبات لعدد من الناس وطالب الحسن مفوضية العون الإنساني بالولاية بضرورة مناشدة المنظمات بتقديم المزيد من الدعم وكشف الحسن أن عدد النازحين في مركز إيواء الصناعية يصل إلى أكثر من (7) الاف فرد وأكد أن الحوجة المادية اليومية لتغطية نفقات الاكل تبلغ اكثر من (6) مليون جنيه وقال إن عدد الوجبات في الأيام الأولى كانت ثلاث وجبات وبعد ذلك تقلصت إلى وجبتين وهناك وجبات مخصصة للحوامل ومرضى السكر والأطفال والحالات الخاصة.

*شكر وتقدير*

وقدم الحسن شكره وتقديره لحكومة الولاية واللجنة العليا للطوارئ بالولاية ومجتمع كسلا بجميع فئاته وكياناتهم والخيرين ومفوضية العون الإنساني بالولاية والمدير التنفيذي للمحلية وغيرها من الجهات التي ظلت مساندة لفكرة المطبخ الخيري

*تزايد الأعداد*

وفي السياق يقول الأستاذ إبراهيم محمد نور مدير المدرسة /المشرف على مركز إيواء المدرسة الصناعية إن هذا المركز كان يتواجد فيه نازحين قدامى ومن ثم بدأت الاعداد تتزايد عقب احداث ولاية سنار وأوضح أن عدد النازحين يصل إلى (7.270) فرد ونوه إلى أن الإجراءات التي تتم للنازحين القادمين للمركز تشمل إجراءات الفحص الأمني وإدخال البيانات بواسطة جمعية الهلال الأحمر بغرض حصرهم وتوزبعهم وذكر محمد نور أن المركز عبارة عن مركز استقبال فقط لمدة ثلاثة أيام ومن ثم يتم توزيع النازحين للمراكز الدائمة وأضاف (النازحين في هذا المركز لهم قرابة العشرين يوما ولم يتم نقل هذه الاسر الا القليل منها الذي تم تحويل (150) اسرة للمستشفى المرجعي ووصف الصرف علي مركز الإيواء بالكبير جدا وزاد (الحمدلله الدعومات لم تتوقف) واشار إبراهيم الي الوجبة الواحدة تحتاج إلى (18) الف قطعة خبز ما يعادل أكثر من مليون وثمانمائة جنيه وقال ان المركز شهد تشييد (50) من دورات المياه الا انه عبر عن مخاوفة من ظاهرة التبرز في العراء التي تتذر بكارثة بيئية لا يحمد عقباه خاصة مع حلول فصل الخريف مناشدا الخيرين ورجال المال والاعمال والمنظمات بدعم مركز الإيواء بالاحتياجات اليومية فضلا عن مطالبتة المنظمات العاملة في المجال الإنساني بالاسراع في ايواء النازحين بصورة دائمة واكد ان حكومة الولاية والمفوضية تعملان الا ان العمل يسير ببطء لا يتواكب وحجم الكارثة وزاد ( واضح ان تدفقات النازحين اكبر من إمكانيات الولاية غير انه اشاد في ذات الوقت بدور حكومة الولاية والمفوضية ووزارة الصحة والمنظمات الاممية والوطنية ومجتمع كسلا والخيرين في دعمهم للمركز

فكرة تشاركية

الي ذلك قال الأستاذ ادريس محمد علي
مفوض العون الانساني ولاية كسلا إن فكرة المطابخ المركزية فكرة تشاركية مجتمعية مع المنظمات والكيانات الشبابية والمبادرات العامة لتقديم الدعم الذي تروه الأن لمطابخ ولاية كسلا واضاف (حتى اللحظة نعمل في 4 مواقع مختلفة ولكن الفكرة الاكبر هي المطبخ الخيري بالمدرسة الصناعية الذي تصدى له شباب حي الترعة ولهم كل الشكر والتقدير وهم استوعبوا معهم مجتمع كسلا والجهود الرسمية والحكومية أيضا وهناك مطبخ وزارة الزراعة الذي تبنته منظمة *أراها* وأيضا مطبخ الهيكل بمدرسة عمر الحاج موسى أيضا هي مبادرة شبابية تقف عليها تلاويد وآخرين من الشركاء ومطبخ المستشفى المرجعي يستهدف (190) أسرة يرعاية *منظمة كلنا قيم* وهي من بدأت في اللحظات الاولي النزوح والفكرة لازالت مستمرة ويتوارثها الخيرون مجموعة بعد مجموعة مما يؤكد تضافر مجتمع كسلا بكل فئاته وبتكامل مع الجهود الرسمية والمنظمات العاملة في الولاية.

شارك هذه المادة