غرب كردفان.. أرقام صادمة لحركة النزوح والتدخلات بين المتاح والمطلوب

sp2
5 Min Read

تقرير : صديق البصيلي

الفولة : منصة الناطق الرسمي/صديق البصيلي

أرقام صادمة وإحصائيات مهولة لحركة النزوح والتشرد التي ضربت بعض المناطق المأهولة بالسكان بولاية غرب كردفان التي تأثرت تأثيراً مباشراً جراء الحرب التي وصفت بالعبثية بعد أن تمددت إفرازاتها الماحقة على استقرار المواطنين الأبرياء العُزل الذين أنفضوا عن مساكنهم قسراً و فقدوا أرواحهم وآخرون فقدوا كامل ممتلكاتهم وأصبحوا متجولين في رحلة البحث عن أماكن آمنة ومستقرة -إن وجدت- وظلوا تلاحقهم متلازمة الهلع وكابوس المحاذير والتوجس و هستريا التوترات النفسية بأطراف المناطق المستضيفة التي يعيشون حولها في تململ مستمر وترقب لفرار قادم ومتوقع حسب مُعطيات الظروف ومؤشرات الأوضاع نظراً لواقع الحال المعتاد الذي فرضته مآلات الحرب الدائرة بالبلاد بجانب الوافدين من خارج الولاية.

⭕ نزوح مستمر

وشهدت مناطق عديدة بولاية غرب كردفان خلال الأشهر الماضية حركة تنقل داخلي منقطع النظير بعد أن تعطل دولاب العمل في الكثير من المحليات وتوقفت أجور العاملين لأكثر من سبعة أشهر وتدهور الوضع المعيشي بالإضافة إلى تردي الأحوال الأمنية التي تعتبر المعضلة الأكبر و أستقبلت الولاية حتى شهر مارس الجاري حوالي (34600) أُسرة بمجموع أفراد بلغ (189009) فرد من النازحين والفارين من الحرب حسب آخر تحديث لمفوضية العون الإنساني في 17 مارس الحالي قادمين من ولايات دارفور وشمال كردفان والخرطوم والولايات الأُخرى منتشرين بمحليات الولاية المختلفة بنسب متفاوتة فضلاً عن الوافدين من مناطق الدلنج وهبيلا بولاية جنوب كردفان الذين أتوا للولاية مؤخراً بسبب الصراع الدائر بجنوب كردفان والذين استقروا بمنطقة (الدبكر) التابعة لمحلية السنوط الأمر الذي أدى إلى الضغط على الخدمات بالمناطق المستضيفة.

⭕ بابنوسة أكثر تضرراً

وكشف الأمين العام لمفوضية العون الإنساني بغرب كردفان الأستاذ يوسف ديدان عن (50) منطقة مستضيفة للنازحين بغرب كردفان بمحليات الولاية المختلفة وقال في لقاء مع ( موقع منصة الناطق الرسمي) إن محلية بابنوسة هي الأكثر تأثيراً بحركة النزوح بعد احتدام المعارك بين الجيش والدعم السريع مضيفاً ان أهالي بابنوسة يتواجدون -الآن- في ست محليات وهي الفولة، الأُضيِّة، المُجلد، غبيش، الميرم والدبب إضافة لبعض القرى والمناطق التابعة لبابنوسة أغلبهم يتواجدون بمراكز الإيواء وهم الأكثر حوجة للدعم نسبةً لإنتشارهم الكثيف بالمدن أما نازحي الخرطوم والولايات الأخرى منهم من استقر مع ذويهم وآخرون بالمؤسسات الحكومية كما هو الحال بأكاديمية العلوم الصحية بمدينة الفولة تعتبر مركز إيواء مخصص لنازحي ولاية جنوب كردفان.

⭕ إشادات وتحديات

وأشاد الأمين العام لمفوضية العون الإنساني بالولاية بالجهات التي ساهمت بالدعم المباشر لمراكز الإيواء وفي مقدمتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي وفرت بدورها مواد إيواء للموجة الأولى من نازحي كادوقلي ولقاوة كما وفرت مفوضية العون الإنساني شحنة طحين مقدمة من مركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية بلغت حوالي (35600) جوال دقيق زنة 25 كيلو غطت شريحة واسعة من المتأثرين بالنزوح بالإضافة إلى حصة الولاية من منحة الصين والتي بلغت (800) جوال أرز زنة 50 كيلو جرام، ولفت يوسف ديدان إلى تردي الأوضاع الأمنية في بعض المناطق مما حال دون ايصال المساعدات لكافة المستهدفين من المنحة الصينية وذلك يمثل تحدي يواجه عمل المنظمات والمانحين.

⭕ جهود مقدرة

وقال يوسف ديدان، مفوضية العون الإنساني ظلت تبذل جهود مستمرة مع الشركاء والجهات الحكومية والمجتمع من أجل تحريك المنظمات لتسريع الإستجابة للكارثة ورصد حركة تتبع النزوح بصورة يومية إلى جانب إعداد القوائم وتحديثها ومشاركتها مع الآخرين من أجل خدمة النازحين بالولاية. كما أشاد ديدان بتدخلات منظمات الصحة العالمية و اليونسيف وكونسيرن في مجال الصحة والتي وفرت كمية من والدواء والمستهلكات الطبية والمعينات الصحية بجانب منظمة الفزع للسلام والتنمية التي أقامت أيام صحية بمراكز الإيواء ، ممتدحاً في الوقت ذاته جهود منظمة خدمات العون الدولية ومنظمة كافا للتنمية التي قدمت معينات في مجال المياه وإصحاح البيئة، علاوةً على مجهودات جمعية الهلال الأحمر التي ظلت مرابطة بمراكز الإيواء وأيضاً منظمة سودازول ومركز شباب الفولة ومبادرة إعمار الفولة ومنظمة كوني قوية ومبادرة سمراء بلادي.. جميعها كان لها دوراً بارزاً في تقديم الخدمات للنازحين.

⭕ مطالبات ومناشدات

وأشار يوسف ديدان خلال حديثه حول آخر التدخلات لدعم النازحين إلى توزيع سلة رمضانية مقدرة مقدمة من حكومة الولاية والتي أشرفت عليها اللجنة العليا للطوارئ الإنسانية إشتملت على(200) جوال سكر زنة 50كيلو إضافة لعدد (100) جوال ذرة و(100) جوال بلح فضلاً عن (50) جوال عدسية غطت عدداً مقدراً من النازحين وقال ديدان الدعم المقدم سواءً كان من الحكومة أو المنظمات شحيح جداً مُقارنةً بحجم النازحين وطالب بتدخل الحكومة الإتحادية لمساعدة النازحين، مناشداً الوكالات الأممية والمنظمات الطوعية والمانحين بدعم النازحين والمجتمعات المستضيفة التي قدمت الكثير للنازحين حتى لا تنفد طاقتها عن ما تقدمه من إحتياجات النازحين بالولاية التي تعتبر من الولايات المتأثرة بالحرب.

شارك هذه المادة